عبدالعزيز المقالح

12:28 م اريج الامل 0 التعليقات



الشعرة البيضاء

يكبر الحزن ونكبر

كل عام نتشظى نتكسر

جرحنا النّغار ينمو يتخثر

أمسنا مات ، غدُ لن يتأخر

أي شيءٍ حولنا لايمطر الموت ، وفي أعماقنا لا يتبخر

طفلنا جف ، تحجر

أنكرت لثغته الشمس ، ووجه الأرض أنكر

وفتانا .. احترقت أقدام عينيه تعثر

كان أصغر

كانت الصخرة أكبر

أي شئ سوف يبقى بعدُ أخضر ؟

فلماذا تزرع الحزن خطانا ؟

تتكسر ...

تتفجر ...




ظل حزيران

ويمتد - ما زال - بئرا عميقا من الليل فوق العيون

ونصلا قبيحا على القلب

يرقص فوق الجفون

ويحفر في كل وجه شتيمه

ويرسم بومه

وينقش في كل ممشى

على كل عين " هزيمة "

هزيمه

وأشباحه العور تعبث ، تلعب

على كل مكتب

تثور وتغضب

إلى أين نمضي ؟

إلى أين من ظلها العاقر الجدب نذهب ؟





الغربة

حزني غريب الوجه واللسان

ليس له عينان

لا قلب لا يدان

يمر من عيني وفي دمي

يمشي على رأسي كما يمشي على جرح الدجى ثعبان

فأين أمضى ؟

أين اختفى من موكب الغربان

من عفن الأحزان

في غربتي هتفت بالمجان

بكيت بالمجان

ضحكت بالمجان

وقفت تحت كل الماء والألوان

أكلت نفسي

بعتُ أطفالي

مسحت كل نعلٍ مر بالميدان

غسلت بالدمع الغزير قطة السلطان

جبُنت لم أقل حين مشت حولي مواكب الشيطان

" الله ..."

لم أذكر ولا تعويذة واحدة من القرآن

لست أنا الذي يقال لي "جبان"

الجبن في الغربة ، لا الإنسان




عصر يهوذا

وكان " يهوذا " هناك

يقبل رأس " المسيح "

ويشرب نخب الإله

وفي كل رشفة كأسٍ يصلّي

يناجي .. يصيح

يعيش الإله

يعيش الرسول ، وشعب الرسول الذبيح

ويقرأ مستغرقاً في خشوع

حكايات من صُلبوا في الطريق

وفي عينه يرقص الحزن

تبكي الدموع

وفي صوته يتعالى حريق

**********

وعند الصباح يموت النهار

ويرقد فوق الصليب الرسول

وخلف السجون يعاني ، يموت الإله

وتغرق "روما" بأحزانها ، بالذهول

وتًدمي المسامير والشوك وجه الحياة

ويبدو هناك "يهوذا" بقصر الزعيم

يغني يدق الطبول

" يعيش الزعيم العظيم

يعيش الذي شد كل الجباه

إلى الشمس .. شد عيون الحفاة "

وفي جفنه يرقص الحقد ، يطفو المرح

وفي شفتيه الطحالب تنمو

وفي صوته يتلوى الفرح

**********

مشيتُ ...

مشيت بأقدام قلبي

لعلي أحس على الأرض صدقا

لعلي أعانق حقا

مشيت مع الشمس غربا

رحلت مع الفجر شرقا

وجدت - يهوذا - هنا يأكل الجائعين

ويسمع أقوالهم في شجاعة

وكان هناك يداعبهم خائفين

ويأكل أحلامهم في براعة

"يهوذا" هنا .. وهناك الأمين

وصاحب كل الطقوس المباعة

ونحن البضاعة

ونحن الجموع المضاعة

نغير لون الوجوه

نغير أدوارنا كل يوم ليرضى الزعيم

لكي لا نتوه

ويُلقى بنا غاضبا في الجحيم

**********

كفرتُ بهذا الزمان

بكل الزمان

كفرتُ بصمت الكهوف

بلون الحروف

بهذي القصيدة

بكل قصيدة

بكل عقيدة

بدين "يهوذا"

بعصر "يهوذا"

بما تكتبون

بما تقرأون

تعالوا لكي تصلبوني

لكي تنقذوني

فاني كفرت بعصري

بنفسي

بإنسان عصري

فلا ترحموني

فلا ترحموني





بطاقة إليها

أنـا من بلاد القات مأساتي تضج بها الحقب
أنا مـــن هناك قصيدة تبكي وحرف مغترب
غادرت سجن الأمس ملتحفا براكين الغضب
أثـــر القيود على يدي ساقي تنوء من التعب
لا عطـــر لا بترول أحمله وليس معي ذهب
ما زلت أغسل في مياه البحر أشرب في القرب
قدماي حافيتان عاري الرأس موصول السغب
وسفينة الصحراء طائرتي وقصري من خشب
إن دندن الموال في الأغوار يقتلني الطرب
ويشدني نآي الحقول أذوب إن ناح القصب
لكنني في الحب موصول العراقة والنسب
"مجنون ليلى" في دمي و "جميل" مجنون اللهب
أنا والهوى جئنا شببت بظله حُلما وشب
هل تقبليني بعد؟ هل ترضين بي شمس العرب؟
أنا فيك مجنون تحير سير عمري واضطرب
لما تلاقى المعجبون أمام موكبك العجب
قالوا ومات اللفظ مشنوقا على شفتى اللهب
هزتك ثرثرة الشفاه وخاب صمتي وانتحب
وذهبت تقتاتين ، تغتسلين في موج الصخب
والصمت لو تدرين ..أبلغ من ملايين الخطب






0 التعليقات: