جبران خليل جبران

8:53 ص اريج الامل 0 التعليقات

 ذاك الهوى

ذاك الهوى أضحى لقلبي مالكا
ولكل جانحة بجسمي مالئا
فبمهجتي ثوران بركان جوى
وبظاهري شخص تراه هادئا
الغيث جدا في نهاية أمره
ما خلته إحدى المهازل بادئا
طرأت علي صروفه من لحظة
في حين أحسبني أمنت لطارئا
ولقد أراه مستزيدا شقوتي
لو كان لي بدل المحبة شانئا
إني لأسأل بارئي ولعلها
أولى ضراعاتي أرجي البارئا
أمنيتي قربي لشمسي ساعة
فأبيد محترقا ولكن هانئا
 
ألحب روح أنت معناه
ألحب روح أنت معناه 
  والحسن لفظ أنت مبناه
إرحم فؤادا في هواك غدا 
      مضنى وحماه حمياه
تمت برؤيتك المنى فحكت 
      حلما تمتعنا برؤياه
يا طيب عيني حين آنسها 
    يا سعد قلبي حين ناجاه


هل في الرثاء لقائليه جديد

هل في الرثاء لقائليه جديد
      والموت يلقي الدرس ثم يعيد
لا ينقضي تعديد ناء نابه
      حتى يكون لغيره تعديد
يعيي بياني دون ما أنا واجد
      أين البيان وجهده المحدود
عطف الحمام بيوسف وبصنوه
      قتلا فقيدا للنبوغ فقيد
لم ينج منه معصم في معقل
      تحميه راية أمة وجنود
كلا ولم ينج النطاسي الذي
      هو في نوادر مصره معدود
حم القضاء فلا مرد له وهل
      طب إذا حم القضاء يفيد
خطبان راع الشرق وقعهما
ففي  أرجائه لصداهما ترديد
يا مكرمين اليوم ذكرى يوسف
جمع الذوائب يومه المشهود
لم ينس ناديكم مآثره وهل
      ينسى ولي مثله وعميد
أجلل بهذا الحفل مصر تقيمه
      ثكلى وللأمصار فيه وفود
ماذا يقول مؤبنوه وما تفي
      خطب ببث شجونهم وقصيد
يبكون أي فتى بلوا أخلاقه
      حتى الممات وكلهن حميد
لطف وحسن تصرف ولباقة
      وطلاقة تحيي النفوس وجود
رجل تخير في الحياة سبيله
      فاراد ما العلياء منه تريد
بالعلم لا يسمو إليه منافس
      والحلم لا يرقى إليه نديد
وبما يجيد بيانه لم يشؤه 
في حلبة الادب الرفيع مجيد
أما المروءة والوفاء فإنه
      بهما لمنقطع النظير فريد
أدنى من الملك العظيم مكانه
      صدق ورأي في الأمور سديد
وأصاب من نعمى فؤاد قبله
      مال لم يصب إلا الكفاة الصيد
لم يثنه عن واجب برح به
      وزمانه قاس عليه شديد
أرضى البلادء وعاهليه وربه
      فله الثواب ولاسمه التخليد
يا ثالث الاخوين كم متخلف
      فيه كفاء المجد وهو وحيد
أنت العزاء وجل ما ترجى له
      في نفع قومك والبقاء مديد
لك في الصحافة مبدعا ومجددا
      أثر جليل في مداه بعيد
فاسلم وتابع في رقي شؤونها
      همما تعز مقامها وتزيد



0 التعليقات: