أحمد مطر

4:16 ص اريج الامل 0 التعليقات


حديث الحمام



حدّث الصياد أسراب الحمام

قال: عندي قفصٌ أسلاكه ريش نعام

سقفه من ذهب

و الأرض شمعٌ و رخام.

فيه أرجوحة ضوء مذهلة و زهورٌ بالندى مغتسلة.

فيه ماءٌ و طعامٌ و منام

فادخلي فيه و عيشي في سلام .

قالت الأسراب : لكن به حرية معتقلة.

أيها الصياد شكراً…

تصبح الجنة ناراً حين تغدو مقفلة !

ثم طارت حرةً ،

لكن أسراب الأنام حينما حدثها بالسوء صياد النظام

دخلت في قفص الإذعان حتى الموت…

من أجل وسام !



 إنحناء السنبلة


أنا مِـن تُرابٍ ومـاءْ

خُـذوا حِـذْرَكُمْ أيُّها السّابلةْ

خُطاكُـم على جُثّتي نازلـهْ

وصَمـتي سَخــاءْ

لأنَّ التُّرابَ صميمُ البقـاءْ

وأنَّ الخُطى زائلـةْ.

ولَكنْ إذا ما حَبَستُمْ بِصَـدري الهَـواءْ

سَـلوا الأرضَ عنْ مبدأ الزّلزلةْ !

**

سَلـوا عنْ جنونـي ضَميرَ الشّتاءْ

أنَا الغَيمَـةُ المُثقَلةْ

إذا أجْهَشَتْ بالبُكاءْ

فإنَّ الصّواعقَ في دَمعِها مُرسَلَهْ!

**

أجلً إنّني أنحني

فاشهدوا ذ لّتي الباسِلَةْ

فلا تنحني الشَّمسُ

إلاّ لتبلُغَ قلبَ السماءْ

ولا تنحني السُنبلَةْ

إذا لمْ تَكُن مثقَلَهْ

ولكنّها سـاعَةَ ا لانحنـاءْ

تُواري بُذورَ البَقاءْ

فَتُخفي بِرحْـمِ الثّرى

ثورةً .. مُقْبِلَـهْ!

**

أجَلْ.. إنّني أنحني

تحتَ سَيفِ العَناءْ

ولكِنَّ صَمْتي هوَ الجَلْجَلـةْ

وَذُلُّ انحنائـي هوَ الكِبرياءْ

لأني أُبالِغُ في الانحنـاءْ

لِكَي أزرَعَ القُنبُلَـةْ!



 باب الشعر
حين وقفت بباب الشعر 

فتش أحلامي الحراس 

أمروني أن أخلع رأسي 

وأريق بقايا الإحساس

ثم دعوني أن أكتب شعرا للناس

فخلعت نعالي بالباب وقلت خلعت الأخطر يا حراس 

هذا النعل يدوس ولكن هذا الرأس يداس
 



الإبريقْ


الإبريقْ

لا يَملكُ مِمّا يَحملُهُ بِلّةَ ريقْ

الإبريقْ

صَدِيءٌ، ظمآنٌ، مُتَّسِخٌ

وعلى طُول العُمْرِ يُريقْ

ما يحملُهُ

للتنظيفِ وللإرواءِ وللتزويقْ

الإبريقْ

صُورَتُنا.. إذ نُهرقُ شَهْداً

للرّومانِ وللإغريقْ

وَنَنالُ عَناءَ التّدبيقْ.

أيُّ صَفيقْ

قد صاغَ مِنَ النَّسْرِ شِعاراً

يَخفقُ مِن فَوقِ الأعلامِ

وَيَخنقُ أنفاسَ الإعلامِ

وَيُخجِلُ أخلاقَ التّلفيقْ؟!

كيفَ يكونُ النّسرُ شِعاراً

لِشعوبٍ مِثلَ البطريقْ

لا تَعرفُ ما معنى السَّيْرِ

ولا تعرفُ معنى التّحليقْ

وعلى سَوْطِ الذُّلّةِ تغفو

وعلى صَوتِ الخَوفِ تُفيقْ؟!

سَنرى أنَّ الصِّدقَ صَدوقٌ

وَنرى أنّ الحقَّ حقيقْ

حِين نَرى رايةَ أُمّتِنا

تخفقُ في ريحِ بلاهَتِها

وَعَلَيْها صُورةَ إبريقْ

0 التعليقات: