ابوفراس الحمداني

12:09 م اريج الامل 0 التعليقات


ابو فراس الحمداني
أقول وقد ناحت بقربي حمامة
أقول وقد ناحت بقربي حمامة

أيا جارتا هل بات حالك حالي

 معاذ الهوى ما ذقت طارقة النوى

ولا خطرت منك الهموم ببال

 أتحمل محزون الفؤاد قوادم

على غصن نائي المسافة عالي

 أيا جارتا ما أنصف الدهر بيننا

تعالى أقاسمك الهموم تعالي

 تعالي تري روحا لدي ضعيفة

تردد في جسم يعذب بالي

أيضحك مأسور وتبكي طليقة

ويسكت محزون ويندب سالي

 لقد كنت أولى منك بالدمع مقلة

ولكن دمعي في الحوادث غالي

 الفكرُ فيكَ مقصرُ الآمالِ   
الفكرُ فيكَ مقصرُ الآمالِ ،
 وَالحِرْصُ بَعدَكَ غَايَة ُ الجُهّالِ
لوْ كانَ يخلدُ بالفضائلِ فاضلٌ
 وُصِلَتْ لَكَ الآجَالُ بِالآجَالِ!
أوْ كُنتَ تُفدى لافتَدَتْكَ سَرَاتُنَا
 بنفائسِ الأرواحِ والأموالِ
أوْ كانَ يدفعُ عنكَ بأسٌ أقبلتْ
  شَرَعاً، تَكَدَّسُ بِالقِنَا العَسّالِ
أعززْ ، على ساداتِ قومكَ أنْ ترى
 فوقَ الفراشِ ، مقلبَ الأوصالِ
و السابغاتُ مصونة ٌ ، لمْ تبتذلْ
، و البيضُ سالمة ٌ معَ الأبطالِ
و إذا المنية ُ أقيلتْ لمْ يثنها
حرصُ الحريصِ ، وحيلة ُ المحتالِ
مَا للخُطوبِ؟ وَمَا لأحْداثِ الرّدَى
 أعْجَلْنَ جَابِرَ غَايَة َ الإعْجَالِ؟
لمَّـا تسربلَ بالفضائلِ ، وارتدى
 بردَ العلاَ ، وأعتمَّ بالإقبالِ
وَتَشَاهَدَتْ صِيدُ المُلُوكِ بفَضْلِهِ
 و أرى المكارمَ ، منْ مكانٍ عالِ
أأبَا المُرَجّى ! غَيرُ حُزْنيَ دَارِسٌ،
 أبَداً عَلَيْكَ، وَغَيْرُ قَلبيَ سَالِ
لا زلتَ مغدوَّ الثرى ، مطروقهُ
  بِسَحَابَة ٍ مَجْرُورَة ِ الأذْيَالِ
و حجبنَ عنكَ السيئاتُ ولمْ يزلْ
 لَكَ صَاحِبٌ مِنْ صَالحِ الأعمالِ

دعوناكَ ، والهجرانُ دونكَ ؛ دعوة ً
دعوناكَ ، والهجرانُ دونكَ ؛ دعوة ً
 أتاكَ بها بقظانَ فكركَ لا البردُ؟
فَأصْبَحْتَ مَا بَينَ العَدْوّ وَبَيْنَنَا
تجاري بكَ الخيلُ المسومة ُ الجردُ
أتَيْنَاكَ، أدْنَى مَا نُجِيبُكَ، جُهدنا
 فأهوَنُ سَيرِ الخيلِ من تَحتِنَا الشّدّ
بكلِّ  نزاري أتتكَ بشخصهِ
 عوائدُ منْ حاليكَ ليسَ لها ردُّ
نباعدهمْ وقتاً كما يبعدُ العدا
 وَنُكْرِمُهُمْ وَقتاً كمَا يُكرَمُ الوَفدُ
وندنو دنواً لا يولدُ جرأة ً
 و نجفو جفاءً لا يولدهُ زهدُ
أفضتَ عليهِ الجودَ منْ قبلِ هذهِ
 و أفضلُ منهُ ما يؤملهُ بعدُ
وَحُمْرِ سُيُوفٍ لا تَجِفّ لهَا ظُبى ً
 بِأيدِي رِجالٍ لا يُحَطّ لهَا لِبْدُ
و زرقٍ تشقُّ البردَ عنْ منهجِ العدا
 و تسكنُ منهمْ أينما سكنَ الحقدُ
وَمُصْطَحَباتٍ قارَبَ الرّكضُ بَينَها
 وَلَكِنْ بِهَا عَنْ غَيرِها أبَداً بُعْدُ
نشردهمْ ضرباً كما شردَ القطا
 و ننظمهمْ طعناً كما نظمَ العقدُ
لَئِنْ خَانَكَ المَقْدُورُ فِيمَا نَوَيْتَهُ
 فما خانَكَ الرّكضُ الموَاصَلُ والجهدُ
تُعَادُ كمَا عُوّدْتَ، وَالهَامُ صَخْرُها
 وَيُبْنَى بهَا المَجدُ المُؤثَّلُ وَالحَمْدُ
ففي كفكَ الدنيا وشيمتكَ العلا
وَطَائِرُكَ الأعْلى وَكَوْكَبكَ السّعدُ

0 التعليقات: