ابن عبدربه

7:49 م اريج الامل 0 التعليقات



 أنتِ دائي وفي يديكِ دوائي
 
أنتِ دائي وفي يديكِ دوائي                  
                   يا شفائي منَ الجوى وبلائي
إنَّ قلبي يُحِبُّ مَنْ لا أُسَمِّي                  
                   في عناءٍ ، أعظِم بهِ منْ عناءِ !
كيفَ لا ، كيفَ أنْ ألذَّ بعيشِ ؟                  
                   ماتَ صبري بهِ وماتَ عزائي !
أَيُّها اللاَّئِمونَ ماذا عَلَيْكمْ                  
                   أنْ تعيشوا وأنْ أموتَ بدائي ؟
ليسَ منْ ماتَ فاستراحَ بمَيتٍ                  
                   إنما الميتُ ميتُ الأحياءِ


 ما قدَّرَ اللَهُ هو الغالبُ
ما قدَّرَ اللَهُ هو الغالبُ
 ليس الذي يحسبُهُ الحاسِبُ
قد صدَّقَ اللّهُ رجاءَ الورَى
وما رجاءٌ عندَهُ خائبُ
وأنزلَ الغيثَ على راغبٍ
رحمتهُ إذا قنطَ الراغبُ
قُلْ لابنِ عزرا أَلسخيفِ الحجا
زَرَى عليكَ الكوكبُ الثاقبُ
ما يعلمُ الشاهدُ من حُكمنا
كيفَ بأمرٍ حكمهُ غائبُ ؟
وقلْ لعباسٍ وأشياعهِ
كيف تَرى   قَولُكُمُ الكاذبُ
خانكمُ كِيوانُ في قَوسهِ
وغرَّكم في لوْنهِ الكاتبُ
فكلُّكُمْ يكذِبُ في عِلمهِ
وعلمكمْ في أصلهِ كاذبُ
ما أنتمُ شيءٌ ولا علمُكمْ
« قد ضعفَ المطلوبُ والطالبُ »
تُغالبون اللهَ في حكمهِ
واللهُ لا يغلبهُ غالبُ
محبوبٌ الحَبْرُ الذي مالَهُ
في فهمهِ نِدٌّ ولا صاحبُ
قد أشهدَ اللّهَ على نفسهِ
بأنَّهُ من جَهلكمْ تائبُ


 أيقتلني دائي وأنتَ طبيبي

أيقتلني دائي وأنتَ طبيبي
 قريبٌ ، وهلْ منْ لا يُرى بقريبِ ؟
لئِنْ خُنْتَ عَهْدِي إنَّني غَيْرُ خَائنٍ
 ويُّ محبٍّ خانَ عهدَ حبيبِ ؟
وَسَاحِبَة ٍ فَضْلَ الذَّيُولِ كأَنَّهَا
  قَضِيبٌ مِنَ الرَّيْحانِ فَوْقَ كَثيبِ
إذا برزتْ منْ خِدرها قالَ صاحبي :
  أَطِعْني وَخُذْ مِنْ حَظِّهَا بِنَصيبِ
”فَما كُلُّ ذي لُبٍّ بِمُؤْتِيكَ نُصْحَهُ
 وَمَا كُلُّ مُؤْتٍ نُصْحَهُ بِلَبِيبِ


 ما أقربَ اليأسَ منْ رجائي


ما أقربَ اليأسَ منْ رجائي
      وَأبعدَ الصَّبرَ منْ بُكائي!
يا مُذكيَ النارِ في فؤادي
      أنتَ دوائي وأنتَ دائي
منْ لي بمخلفة ٍ في وعدها
      تَخْلُطُ لِي اليَأْسَ بالرَّجاءِ
سَألتُها حَاجَة  فَلَمْ تَفُهْ
      فيها بِنَعْمٍ ولا بِلاءِ
« قلتُ : استجيبي ، فلمَّا لم تجبْ
      فاضتْ دموعي على ردائي »
كآبَة ُ الذُّلِّ في كِتابي
      ونخوة ُ العزِّ في الجواءِ

0 التعليقات: