الشنفرى

6:08 ص اريج الامل 0 التعليقات


أقيموا بني أمي ، صدورَ مَطِيكم

أقيموا بني أمي ، صدورَ مَطِيكم
 فإني ، إلى قومٍ سِواكم لأميلُ ! 
فقد حمت الحاجاتُ ، والليلُ مقمرٌ
 وشُدت ، لِطياتٍ ، مطايا وأرحُلُ؛ 
وفي الأرض مَنْأىً ، للكريم ، عن الأذى
 وفيها ، لمن خاف القِلى ، مُتعزَّلُ 
لَعَمْرُكَ ، ما بالأرض ضيقٌ على أمرئٍ
 سَرَى راغباً أو راهباً ، وهو يعقلُ 
ولي ، دونكم ، أهلونَ : سِيْدٌ عَمَلَّسٌ
 وأرقطُ زُهلول وَعَرفاءُ جيألُ 
هم الأهلُ . لا مستودعُ السرِّ ذائعٌ لديهم
، ولا الجاني بما جَرَّ ، يُخْذَلُ 
وكلٌّ أبيٌّ ، باسلٌ . غير أنني
 إذا عرضت أولى الطرائدِ أبسلُ 
وإن مدتْ الأيدي إلى الزاد لم أكن
 بأعجلهم ، إذ أجْشَعُ القومِ أعجل 
وماذاك إلا بَسْطَةٌ عن تفضلٍ
عَلَيهِم ، وكان الأفضلَ المتفضِّلُ 
وإني كفاني فَقْدُ من ليس جازياً
بِحُسنى ، ولا في قربه مُتَعَلَّلُ 
ثلاثةُ أصحابٍ : فؤادٌ مشيعٌ ،
 وأبيضُ إصليتٌ ، وصفراءُ عيطلُ 
هَتوفٌ ، من المُلْسِ المُتُونِ ، يزينها
 رصائعُ قد نيطت إليها ، ومِحْمَلُ 
إذا زلّ عنها السهمُ ، حَنَّتْ كأنها
 مُرَزَّأةٌ ، ثكلى ، ترِنُ وتُعْوِلُ 
ولستُ بمهيافِ ، يُعَشِّى سَوامهُ
مُجَدَعَةً سُقبانها ، وهي بُهَّلُ 
ولا جبأ أكهى مُرِبِّ بعرسِهِ
 يُطالعها في شأنه كيف يفعلُ 
ولا خَرِقٍ هَيْقٍ ، كأن فُؤَادهُ
يَظَلُّ به المكَّاءُ يعلو ويَسْفُلُ ، 
ولا خالفِ داريَّةٍ ، مُتغَزِّلٍ ،
 يروحُ ويغدو ، داهناً ، يتكحلُ 
ولستُ بِعَلٍّ شَرُّهُ دُونَ خَيرهِ
 ألفَّ ، إذا ما رُعَته اهتاجَ ، أعزلُ 
ولستُ بمحيار الظَّلامِ ، إذا انتحت
 هدى الهوجلِ العسيفِ يهماءُ هوجَلُ 
إذا الأمعزُ الصَّوَّان لاقى مناسمي
 تطاير منه قادحٌ ومُفَلَّلُ 
أُدِيمُ مِطالَ الجوعِ حتى أُمِيتهُ
 ، وأضربُ عنه الذِّكرَ صفحاً ، فأذهَلُ 
وأستفُّ تُرب الأرضِ كي لا يرى لهُ
 عَليَّ ، من الطَّوْلِ ، امرُؤ مُتطوِّلُ 
ولولا اجتناب الذأم ، لم يُلْفَ مَشربٌ
 يُعاش به ، إلا لديِّ ، ومأكلُ 
ولكنَّ نفساً مُرةً لا تقيمُ بي
 على الضيم ، إلا ريثما أتحولُ 
وأطوِي على الخُمص الحوايا ، كما انطوتْ
 خُيُوطَةُ ماريّ تُغارُ وتفتلُ 
وأغدو على القوتِ الزهيدِ كما غدا
 أزلُّ تهاداه التَّنائِفُ ، أطحلُ 
غدا طَاوياً ، يعارضُ الرِّيحَ ، هافياً
 يخُوتُ بأذناب الشِّعَاب ، ويعْسِلُ 
فلمَّا لواهُ القُوتُ من حيث أمَّهُ
 دعا ؛ فأجابته نظائرُ نُحَّلُ 
مُهَلْهَلَةٌ ، شِيبُ الوجوهِ ، كأنها
 قِداحٌ بكفيَّ ياسِرٍ ، تتَقَلْقَلُ 
أو الخَشْرَمُ المبعوثُ حثحَثَ دَبْرَهُ
 مَحَابيضُ أرداهُنَّ سَامٍ مُعَسِّلُ ؛ 
مُهَرَّتَةٌ ، فُوهٌ ، كأن شُدُوقها
 شُقُوقُ العِصِيِّ ، كالحاتٌ وَبُسَّلُ 
فَضَجَّ ، وضَجَّتْ ، بِالبَرَاحِ ، كأنَّها
 وإياهُ ، نوْحٌ فوقَ علياء ، ثُكَّلُ ؛ 
وأغضى وأغضتْ ، واتسى واتَّستْ بهِ
 مَرَاميلُ عَزَّاها ، وعَزَّتهُ مُرْمِلُ 
شَكا وشكَتْ ، ثم ارعوى بعدُ وارعوت
 ولَلصَّبرُ ، إن لم ينفع الشكوُ أجملُ! 
وَفَاءَ وفاءتْ بادِراتٍ ، وكُلُّها
، على نَكَظٍ مِمَّا يُكاتِمُ ، مُجْمِلُ 
وتشربُ أسآرِي القطا الكُدْرُ ؛ بعدما
 سرت قرباً ، أحناؤها تتصلصلُ 
هَمَمْتُ وَهَمَّتْ ، وابتدرنا ، وأسْدَلَتْ
 وَشَمَّرَ مِني فَارِطٌ مُتَمَهِّلُ 
فَوَلَّيْتُ عنها ، وهي تكبو لِعَقْرهِ
 يُباشرُهُ منها ذُقونٌ وحَوْصَلُ 
كأن وغاها ، حجرتيهِ وحولهُ
 أضاميمُ من سَفْرِ القبائلِ ، نُزَّلُ ، 
توافينَ مِن شَتَّى إليهِ ، فضَمَّها
 كما ضَمَّ أذواد الأصاريم مَنْهَل 
فَعَبَّتْ غشاشاً ، ثُمَّ مَرَّتْ كأنها
، مع الصُّبْحِ ، ركبٌ ، من أُحَاظة مُجْفِلُ 
وآلف وجه الأرض عند افتراشها
 بأهْدَأ تُنبيه سَناسِنُ قُحَّلُ ؛ 
وأعدلُ مَنحوضاً كأن فصُوصَهُ كِعَابٌ
 دحاها لاعبٌ ، فهي مُثَّلُ 
فإن تبتئس بالشنفرى أم قسطلِ
 لما اغتبطتْ بالشنفرى قبلُ ، أطولُ ! 
طَرِيدُ جِناياتٍ تياسرنَ لَحْمَهُ
، عَقِيرَتُهُ في أيِّها حُمَّ أولُ ، 
تنامُ إذا ما نام ، يقظى عُيُونُها
، حِثاثاً إلى مكروههِ تَتَغَلْغَلُ 
وإلفُ همومٍ ما تزال تَعُودهُ
عِياداً ، كحمى الرَّبعِ ، أوهي أثقلُ 
إذا وردتْ أصدرتُها ، ثُمَّ إنها
 تثوبُ ، فتأتي مِن تُحَيْتُ ومن عَلُ 
فإما تريني كابنة الرَّمْلِ ، ضاحياً
 على رقةٍ ، أحفى ، ولا أتنعلُ 
فإني لمولى الصبر ، أجتابُ بَزَّه
على مِثل قلب السِّمْع ، والحزم أنعلُ 
وأُعدمُ أحْياناً ، وأُغنى ، وإنما
 ينالُ الغِنى ذو البُعْدَةِ المتبَذِّلُ 
فلا جَزَعٌ من خِلةٍ مُتكشِّفٌ ولا
مَرِحٌ تحت الغِنى أتخيلُ 
ولا تزدهي الأجهال حِلمي ، ولا أُرى
 سؤولاً بأعقاب الأقاويلِ أُنمِلُ 
وليلةِ نحسٍ ، يصطلي القوس ربها
وأقطعهُ اللاتي بها يتنبلُ 
دعستُ على غطْشٍ وبغشٍ ، وصحبتي
 سُعارٌ ، وإرزيزٌ ، وَوَجْرٌ ، وأفكُلُ 
فأيَّمتُ نِسواناً ، وأيتمتُ وِلْدَةً
 وعُدْتُ كما أبْدَأتُ ، والليل أليَلُ 
وأصبح ، عني ، بالغُميصاءِ ، جالساً
 فريقان : مسؤولٌ ، وآخرُ يسألُ 
فقالوا : لقد هَرَّتْ بِليلٍ كِلابُنا
فقلنا : أذِئبٌ عسَّ ؟ أم عسَّ فُرعُلُ 
فلمْ تَكُ إلا نبأةٌ ، ثم هوَّمَتْ
فقلنا قطاةٌ رِيعَ ، أم ريعَ أجْدَلُ 
فإن يَكُ من جنٍّ ، لأبرحَ طَارقاً
 وإن يَكُ إنساً ، مَاكها الإنسُ تَفعَلُ 
ويومٍ من الشِّعرى ، يذوبُ لُعابهُ
، أفاعيه ، في رمضائهِ ، تتملْمَلُ 
نَصَبْتُ له وجهي ، ولاكنَّ دُونَهُ
 ولا ستر إلا الأتحميُّ المُرَعْبَلُ 
وضافٍ ، إذا هبتْ له الريحُ ، طيَّرتْ
 لبائدَ عن أعطافهِ ما ترجَّلُ 
بعيدٍ بمسِّ الدِّهنِ والفَلْى عُهْدُهُ له
عَبَسٌ ، عافٍ من الغسْل مُحْوَلُ 
وخَرقٍ كظهر الترسِ ، قَفْرٍ قطعتهُ
 بِعَامِلتين ، ظهرهُ ليس يعملُ 
وألحقتُ أولاهُ بأخراه ، مُوفياً
 على قُنَّةٍ ، أُقعي مِراراً وأمثُلُ 
تَرُودُ الأرَاوِي الصُّحْـمُ حَوْلي كأنّـها
 عَـذَارَى عَلَيْهِـنَّ المُلاَءُ المُذَيَّـلُ 
ويَرْكُـدْنَ بالآصَـالِ حَوْلِي كأنّنـي

مِنَ العُصْمِ أدْفى يَنْتَحي الكِيحَ أعْقَلُ

0 التعليقات: